انقضى الأسبوع الثاني من مهلة بنيامين نتنياهو لتشكيل الحكومة الجديدة، من دون أنْ يتمكّن من إنجاز المهمة، حيث ما زال يُحاول تذليل العقبات بين حلفائه، في أحزاب اليمين المتطرّف، الذين رشّحوه لتشكيلها، وقد يجد نفسه مضطراً إلى استخدام المهلة الإضافية، المحدّدة بـ14 يوماً، إذا ما انقضت المهلة الأولى، المحدّدة بـ28 يوماً.
وحده رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان يُدرك مدى حاجة نتنياهو إلى أصوات حزبه الخمسة، التي من دونها لن يتمكّن من نيل ثقة "الكنيست"، حين تستقر الأصوات على 60 من أصل 120.
ووصل به الأمر بأنْ يفرض على الرئيس المكلّف تحديد موعد اللقاء، صباح يوم أمس الأوّل (الأربعاء) قبل سفره إلى الخارج، حيث اضطر نتنياهو، الطامح إلى تشكيل حكومته الخامسة، للإذعان
إلى طلب ليبرمان اللقاء به، وذلك في ديوان رئيس الحكومة.
وهذا هو اللقاء الثاني بينهما، منذ تكليف نتنياهو تشكيل الحكومة، بعد قطيعة منذ اللقاء الأوّل، الذي عُقِدَ قبل أكثر من أسبوع، لكنه جاء بعد أقل من 24 ساعة من تشديد ليبرمان على "التوصّل إلى ائتلاف يميني قومي، وليس المشاركة في ائتلاف دولة شريعة دينية".
وهو ما وتّر الأجواء أكثر بين ليبرمان وأحزاب "الحريديم" المُتطرّفة، في ظل مطالبته بإقرار قانون التجنيد الإجباري للمتديّنين، على غرار العلمانيين، وهو ما يرفضه المتديّنون.
ويسعى نتنياهو إلى التوقيع مع "عدوّه اللدود" ليبرمان، قبل الجميع، لأنّه بذلك يضمن نيل الحكومة الثقة في "الكنيست"، وبذلك يكون التفاوض مع الأحزاب اليمينية الأخرى أسهل، التي تُدرك أنّه لا مكان لها مع حزب "أزرق أبيض" وأحزاب اليسار، ومن ثم العمل على تقريب وجهات النظر بين أحزاب الائتلاف اليميني.
وذُكِرَ أنّ أجواء اجتماع نتنياهو وليبرمان، كانت "إيجابية ومنتظمة حول تشكيل سياسة أمنية متفق عليها، والحفاظ على الوضع الراهن في ما يتعلّق بمواضيع الدين والدولة".
وأصدر نتنياهو وليبرمان أوامرهما إلى طواقم المفاوضات في حزبي "الليكود" و"إسرائيل بيتنا"
لمواصلة المباحثات.
وما يسعى إليه نتنياهو، هو ضمان تشكيل الحكومة، لإقرار قوانين في "الكنيست" تحصّنه من الملاحقة بدعاوى الرشاوى والفساد التي تُلاحقه.
وكان كلام ليبرمان قد استفزَّ رئيس حزب "شاس" الديني المتطرّف أرييه درعي، الذي ردّ بالقول: "هذا ليس صحيحاً، إنّنا نسعى إلى دولة شريعة، نريد الحفاظ على الوضع القائم، يوجد هنا حرية للفرد، لكنّنا نسعى إلى دولة يهودية تقليدية، عالم المدارس الدينية مهم لنا، ومن المهم الحفاظ على الميزانيات التي تُمنح لهم، أنا لا أحب هذا السلوك بتمرير التهديدات عبر وسائل الإعلام، من الأفضل علينا كبالغين إتمام هذه الأمور".
أما بشأن حزب "كولانو" برئاسة موشيه كحلون، فإنّ المفاوضات الائتلافية لم تبدأ بعد مع حزب "الليكود".
في غضون ذلك، ما زال الوضع في قطاع غزّة، محور ترقّب مع احتمالات مجاراة نتنياهو لليبرمان الرافض لموضوع التهدئة مع الفصائل الفلسطينية في القطاع، حيث سيجد المبرّرات للتنصّل من التفاهمات، للتصعيد الذي يسبق التهدئة.
من جهته، حذّر أمين عام "حركة الجهاد الإسلامي" في فلسطين زياد نخالة "الاحتلال الإسرائيلي من المساس بالمقاومة، واستهدافها عبر اغتيالات منظّمة"، مؤكداً "الرد على الاغتيالات بكل قوّة، وسنستهدف مُدُناً كبرى مقابل ذلك، بغض النظر عن أي تفاهمات أُبرِمَتْ أو سوف تُبرم، ولن يكون أمامنا أي خطوط حمراء".
ورأى نخالة أنّ "الاحتلال الإسرائيلي يتباطأ في تنفيذ التفاهمات، ومن المحتمل جداً أنْ يُحاول التنصّل منها"، مؤكدا أنّ "المقاومة مرتبطة بوجود الاحتلال، وطالما هو موجود فإنّ المقاومة باقية وستظل مستمرة".
وفي محاولة من الاحتلال لفرض سيادته على الأراضي الفلسطينية المحتلة، أقدم جنوده على اقتحام ملعب مخيّم شعفاط بمدينة القدس، خلال افتتاحه أمس، ومصادرة الأعلام الفلسطينية، التي لم يتحمّلوا حتى مشاهدتها وهي مرفوعة، أو يحملها أطفال ونساء يشاركون في نشاط يُقام في الملعب المخصّص للترفيه.